تحضير نص سهرة عائلية للسنة الثانية متوسط الجيل الثاني
ستقرأ في الموضوع
نص سهرة عائلية
لا شكّ أنّ للجلسات والسّهرات العائلية دورًا هامًّا في توفير السّعادة و الاستقرار للأبناء. كَانَ تَحَلُّقُنَا حَوْلَ أبي في السّهرة حول المِدْفَأةِ هي الفَتْرَةُ الوَحِيدَةُ التي نجتَمِعُ فيها إلَيْهِ؛ فنَحنُ لَمْ نَكُن نَأْكُلُ مَعَهُ، لأنّ إصابَتَهُ بِدَاءِ السُّكَّرِ مُنذُ سنواتِ شَبابِهِ كانَتْ تَفرِضُ عليهِ نِظَامًا خَاصًّا لأكْلِ، ومِن هُنا كان يتجنَّبُ الجُلُوسَ إلى مائدَتِنَا خَشيَةَ أن تَمتَدَّ يَدُهُ للمُحَرَّمَاتِ عليهِ بِسَبَبِ المَرَضِ.أمَّا في السَّهَراتِ الشِّتْوِيَّةِ فقَد كانَ يُقَاسِمُنَا أحْيانًا أكلَ البُرتُقَال والجَوْزِ، وكانَت إجراءاتُ تكسير الجَوْزِ وتقشير البرتقال التي تتولّها أمّي غالبًا مِن بَين الطُّقُوس التي نحرِصُ على حُضُورِهَا، وكُنتُ أتعَجَّبُ كيف يُفَضِّلُ أبي أكلَ البرتقال الحامِضِ، في الوقت الذي كُنَّا فيه نحنُ الصِّغَارَ نتنازَعُ صِنفًا مِنَ البُرتُقَالِ الحُلْوِ، لَمْ أَعُدْ أَجِدُ لَهُ أَثَرًا في الأسْوَاقِ اليَوْمَ.وكَانَ استِهْلاكُ الأُسْرَةِ لِلجَوْزِ عَالِيًا؛ فَهُوَ، زِيَادَةً عن سهَراتِ الشِّتَاءِ يُستَعمَلُ في صُنعِ الحلَوِيَّاتِ، لأنّ وُجُودَ بَعْضِ أَصْنَافِ الحَلْوَى كَانَ ضَرُورِيًّا على مَدَارِ السَّنَةِ، ولَيْسَ في الأعيَادِ فقَطْ، فَلَمْ يَكُنْ يَصِحُّ أنْ يَأْتِيَ زَائِرٌ عَلَى حِينِ بغَتَْةٍ، دونَ أنْ يَكُونَ في وُسْعِ أُمِّي أَنْ تُقَدِّمَ لَهُ بَعْضَ الْحَلَوِيَّاتِ.أَذْكُرُ أنَّ مَنظَرَ جَوْزَةٍ بَيْضَاءَ، قِشْرَتُهَا نَاصِعَةٌ، اِسْتَهْوَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَصَرَّ على أن يَكْسِرَهَا بِنَفسِهِ، وكَمْ كانَتْ دَهْشَتُهُ ودَهْشَتُنَا كبيرةً عِندَمَا وَجَدَ بِدَاخِلِهَا كُتْلَةً سَوْدَاءَ لا تُشْبِهُ لُبَّ الجَوْزِ مِن بَعِيدٍ ولا مِن قَرِيبٍ. كانَ تَعْلِيقُهُ. » أَعُوذُ بالّل … هذهِ الجَوزَةُ مِثْلُ المُنَافِقِ « – وضَحِكَتْ أمّي لِتَعْلِيقِهِ، وضَحِكْتُ مُعجَبًا بِبَدَاهَةِ التَّعليقِ ودِقَّةِ التَّشْبِيهِ.
التعريف بالشاعر
الشاعر محمد الميلي (1929م-2016م) هو أديب وكاتب جزائري بارز، وُلد في 11 نوفمبر 1929 بمدينة الأغواط. شارك في ثورة التحرير الجزائرية وبعد استقلال البلاد، شغل عدة مناصب حكومية وثقافية هامة، منها مستشار الرئيس هواري بومدين، وكذلك المدير العام لمجلة المجاهد وللمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وكان عضوًا في المجلس التنفيذي بمنظمة اليونسكو. كما شغل منصب سفير الجزائر في اليونان ووزير التربية الوطنية.
في سنة 2012 أو 2013، تعرض لمرض حاد ألزمه الفراش، وبعد عجز الأطباء الجزائريين عن علاجه، نُقِل إلى فرنسا للعلاج. توفي في إحدى المستشفيات الباريسية عن عمر ناهز 87 عامًا. تم نقل جثمانه إلى الجزائر يوم الجمعة 10 ديسمبر 2016، ودُفِن بمقبرة سيدي يحيى بعد صلاة الظهر، وقد بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برسالة تعزية لعائلته. من بين أشهر مؤلفاته “فرانز فانون والثورة الجزائرية” و “ابن باديس وعروبة الجزائر”، اللتين تسلطان الضوء على القضايا الثقافية والاجتماعية في الجزائر.
أفهم وأناقش
- ماهي الفترة التي تجتمع فيها العائلة؟ ما سبب ذلك؟ العائلة تجتمع في سهرة الليل، ويرجع ذلك إلى أن الوالد مصاب بداء السكري ويتجنب الجلوس مع العائلة على طاولة الإفطار.
- حضور الأب والأم في سهرة العائلة له نكهة خاصة؟ وضح ذلك. حضور الأب والأم يخلق جوًا رائعًا من خلال طقوس تكسير الجوز وتناول البرتقال في السهرة، مما يضفي على اللحظات طابعًا خاصًا ودفءًا.
- تدخر بعض العائلات المواد للاستهلاك وإكرام الضيف. أين يتجلى ذلك في النص؟ تتجلى هذه العملية في قول الكاتب: “ولم يكن يصح أن يأتي زائر على حين غفلة دون أن تقدم له أمي بعض الحلويات”. توضح هذه العبارة أهمية الاحترام للزوار وضيوف العائلة والاهتمام بتقديم لهم الضيافة.
- لا تخلو العائلة السعيدة من الطرافة والمتعة. وضح ذلك. تتجلى الطرافة والمتعة في دعابة الأب لأبنائه وتشبيهه لحبة الجوز التي كسرها بالمنافق وسط ضحكة الجميع، مما يبرز الأجواء السعيدة والمرحة داخل العائلة.
- قال الكاتب “ولم يكن يصح ……….. الحلويات”. إقرأ العبارة مراعيا الشكل التام واستنتج القيمة الاجتماعية والاقتصادية لفضيلة الادخار. العبارة “ولم يكن يصح أن يأتي زائر على حين غفلة دون أن تقدم له أمي بعض الحلويات” تبرز القيمة الاجتماعية والاقتصادية لفضيلة الادخار، حيث يُظهر الاحترام للضيوف والرعاية لهم من خلال توفير ما يكفي من المأكولات وعدم الإسراف فيها.
- أين تسكن عائلة عيني؟ تسكن عائلة عيني بدار السبيطار.
شرح المفردات
- بغتة = فجأة
- استهواه = أعجبه
- لب = قلب الثمرة
- بداهة = تلقائية.
- الطُّقُوس: الاحْتِفَالاتُ
- تحلّقنا : اجتماعنا ( بشكل دائري كالحلقة).
الفكرة العامة
يتحدث الكاتب في هذا النص عن جمال ورونق السهرات العائلية وكيفية تعزيزها بوجود العائلة والطقوس الخاصة بها، مستعرضًا مميزات هذه اللحظات الثمينة.
الأفكار الأساسية
- وصف تجمع العائلة والطقوس الخاصة بالسهرة: يقوم الكاتب بوصف لحظات تجمع العائلة حول الأب، مشيرًا إلى الأجواء الدافئة والمحبة التي تملأ الغرفة، وكيفية إقامة العديد من الطقوس والأنشطة الخاصة خلال هذه اللحظات المميزة.
- استهلاك العائلة للجوز والموقف الطريف: يُظهر الكاتب كيفية استهلاك أفراد العائلة للجوز بشكل مفرط ومرح، ويسرد حادثة طريفة تحدث نتيجة لذلك الاستهلاك المفرط.
تحضير نص سهرة عائلية المغزى العام من النص
المغزى العام من النص
يكمن المغزى العام في هذا النص في أهمية الروابط العائلية وتعزيز التواصل بين أفراد العائلة. تُظهر السهرات العائلية الدافئة والمليئة بالحب والضحك أهمية بناء الذكريات المشتركة والتقارب بين أفراد الأسرة. النص يُشير إلى أن الأوقات الممتعة التي تمضيها العائلة سويًا تضفي عمقًا وسعادة على حياتهم، وتجعلهم يقدرون قيمة اللحظات البسيطة والجميلة في حياتهم اليومية.
العبارة القرآنية “المال والبنون زينة الحياة الدنيا” تُظهر أهمية الأمور المادية والعائلية كزينة وجمال في حياتنا الدنيا، ويمكن تفسيرها في سياق هذا النص بأن اللحظات العائلية الجميلة تُعَدُّ من أجمل زينات الحياة الدنيا.
أقوم مكتسباتي ص 13 سنة 2 متوسط
- هل تجد مثل هذه السّهرة العائليّة في واقع أسرتك؟ صِفْهَا في فقرة من خمسة أسطر ؟
الجواب :
في أمسية منعشة بين جدران منزلنا الدافئ، جمعت العائلة حول الطاولة الخشبية في سهرة عائلية تعمها السعادة والحميمية. كانت الأضواء الدافئة تنعكس على وجوه أفراد العائلة، مما أضفى أجواءً مريحة وودية. ابتدأنا بطقوسنا الخاصة، حيث كان الوالد يقوم بتكسير قلب الجوز وتوزيعه على الجميع، وسط ضحكات وابتسامات تملأ الغرفة. تسربت رائحة القهوة المميزة في الهواء، مما أضفى للسهرة لمسة من الجمال والنكهة.
كانت الأم لا تكف عن تقديم الحلويات اللذيذة، مُظهِرةً بذلك حُسن استضافة الأسرة واهتمامها براحة الضيوف. في هذه الأثناء، شارك الأطفال في السهرة بحماس، حيث قاموا بمشاركة قصصهم وضحكاتهم العفوية، مما أضفى جوًا مليئًا بالفرح والحيوية على السهرة العائلية.
بهذه الطريقة، أبتعدنا عن ضغوط الحياة اليومية واستمتعنا بلحظات تواصل وترابط عائلي حقيقي، حيث تجسدت قيم الحب والاهتمام والتراحم في هذه السهرة الدافئة والمميزة.
الجواب 2 :
في إجازتنا الصيفية الماضية، التقليدية بالنسبة لأسرتنا، قضينا نصف العطلة على شواطئ البحر والنصف الآخر في منزل جدي في الريف، حيث تتجمع جميع عائلات أعمامي وعماتي. كنت أحب الذهاب إلى منزل جدي لأنه يهديني الهدايا، وأيضًا لأنني كنت ألتقي بأقاربي، خاصةً أبناء عمومتي.
خلال النهار، كان الجو حارًا للغاية، بينما في الليل كان الجو منعشًا، حيث قضينا الوقت معًا في فناء منزل جدي الجميل. كان القمر يلمع وضوؤه يكفي لإنارة الأجواء، وكانت السماء مزينة بالنجوم المضيئة، وكان هناك هدوء لا يُضاهى كما في المدينة.
بعد تناول العشاء، أخذ كل واحد منا هاتفه الجوال أو لوحته الإلكترونية وبدأ يلهو بها. كان جدي مستيقظًا للتفرج على هذا المنظر، وفي داخله كان يشعر بالاستياء. فقال لنا: “هذه الليلة يجب أن تتخلوا عن هواتفكم وأجهزتكم الإلكترونية لكي نستمتع معًا بقصصنا ونضحك سويًا”. ووافق الجميع على اقتراح جدي وطلبوا منه أن يبدأ بحكاية طريفة. فبدأ جدي بسرد حكايات واقعية ومسلية، تعرفنا من خلالها على معلومات قيمة لم نكن نعرفها نحن الصغار. في هذه الأثناء، دخلت عمتي حاملةً صينية بها إبريق شاي ومكسرات.
تجلس العائلة بأكملها مستمتعة بكوب من الشاي وطعم المكسرات اللذيذة. ثم جاء الدور على كل فرد في العائلة ليشاركنا قصة مسلية أو عبرة تستفيد منها الأجيال الصغيرة. كانت هذه الليلة جميلة، وتمنيت أن تكون كل الليالي مثلها رفقة عائلتي الكبيرة.
