تحضير نص منشورات فدائية للسنة الثالثة ثانوي اداب

ستقرأ في الموضوع
تحضير نص منشورات فدائية
تمهيد النص
في النص التمهيدي، تم تقديم مفهوم شعر التفعيلة وأصله، حيث ظهر هذا النوع الشعري لأول مرة في العراق عام 1947م. أُشير إلى أن قصيدة الكوليرا للشاعرة نازك الملائكة كانت أول عمل نُشر في هذا النوع، وقد كانت من وزن المتدارك. الخبب هو البحر الشعري الذي اكتشفه الأخفش وسماه المتدارك.
تعتمد هذه الشعرية على وحدة التفعيلة مع حرية في تنويع عدد التفعيلات وأطوال الأشطر، وهذه واحدة من خصائصها المميزة. أُشير إلى أن هذا النوع انتشر بشكل واسع بعد ذلك وأُصدرت أعمال شعرية بارزة في هذا النمط، منها ديوان بدر شاكر السياب بعنوان “أزهار ذابلة” الذي يحتوي على قصيدة تفعيلية بعنوان “هل كان حبا”. كما صدر ديوان لنازك الملائكة بعنوان “شظايا ورماد” في 1949، ورغم المعارضة الشديدة التي واجهها هذا النوع من الشعر من قبل النقاد والأدباء، إلا أنه مع مرور الوقت واستجابة الجماهير لهذا الأسلوب، بدأت حركة شعر التفعيلة تنمو وتتسارع، وازدادت شهرتها وانتشارها.
إن هذا النوع من الشعر يتميز بتجسيد وحدة التفعيلة مع الحرية في تنويع التفعيلات وأطوال الأشطر، وقد تطور وازداد انتشاره مع مرور الزمن، مما جعله أحد الأنماط البارزة في عالم الشعر.
- ووزنه:
- أعاريضه:
التعرف على صاحب النص
نزار قباني، الشاعر السوري، وُلد في 21 مارس 1923م في دمشق. نشأ في ثراء ورفاهية، حاز على شهادة البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق في الجامعة السورية وتخرج منها في عام 1945م. ورث الحس الفني عن عمه أبي خليل القباني، الشهير في عالم الفن والأدب. بدأ بالعمل الدبلوماسي بعد تخرجه، حيث انتقل بين القاهرة ولندن ومدريد وبكين.
في ربيع عام 1966، اتخذ قرارًا بترك العمل الدبلوماسي وأسس دار نشر في بيروت، حيث اكتفى بالكتابة والشعر. كتب نزار قباني ونشر خلال حياته 41 مجموعة شعرية ونثرية. ديوانه “قصائد من نزار قباني” الذي صدر عام 1956، كان نقطة تحول في مساره الشعري. في هذا الديوان، أشهر قصيدة هي “خبز وحشيش وقمر”، التي انتقد فيها بشدة تخلف المجتمع العربي.
زوج نزار قباني امرأتين، الأولى من ابنة عمه زهراء آقبيق، وأنجب منها هدباء وتوفيق. الزواج الثاني كان من امرأة عراقية تُدعى بلقيس الراوي، وأنجب منها عمر وزينب. توفيت بلقيس في انفجار السفارة العراقية في بيروت عام 1982، مما دفع نزار لمغادرة بيروت والاستقرار في لندن، حيث قضى هناك الخمسة عشر عامًا الأخيرة من حياته. توفي في لندن في 30 أبريل 1998م عن عمر يناهز 75 عامًا.
تقديم النص
نزار قباني، المعروف بلقب “شاعر المرأة”، لم يقتصر دوره الشعري على التعبير عن الحب والأحاسيس الإنسانية فقط، بل كان أيضًا شاعر الوطن والقومية. هل للقضية الفلسطينية نصيب من الأشعار التي ألهمته؟ الجواب بالتأكيد هو نعم. تكتسي القضية الفلسطينية أهمية خاصة في السياسة الدولية وخاصة في السياق العربي. لقد جعلت هذه القضية نفسها جزءًا لا يتجزأ من وعي كل عربي حر. ولذا، لم يكن من المستغرب أن يرفع نزار قباني شعار الرفض للوجود الصهيوني على الأرض الفلسطينية، وقد أعلن ذلك بوضوح من خلال “منشورات فدائية على جدران إسرائيل”.
أثناء قراءة النص، يُلاحظ أن الأستاذ والتلاميذ استمدوا المفردات السياسية من النص لتحديد المفاهيم السياسية المشار إليها. في هذا السياق، يُمكن تحديد الكلمات السياسية التي ظهرت في النص والتي تشمل “شعبنا”، “بلادنا”، “الأقصى”، “شهيد”، “اغتصاب الأرض”، “هزمتم الجيوش”، و”معارك التحرير”. تلك الكلمات تعكس الوعي السياسي والالتزام الوطني لنزار قباني وتظهر الدور الكبير الذي لعبه في نشر وتعزيز الوعي حول القضية الفلسطينية.
أكتشف معطيات النص
- من يتوجه الشاعر بالخطاب في القصيدة؟ يتوجه الشاعر بخطابه في هذه القصيدة إلى اليهود الذين استوطنوا فلسطين واغتصبوا أرضها من العرب.
- ما هي النبرة التي تظهر في النص وكيف تتمثل؟ نبرة التحدي ظاهرة في النص حيث يتحدى الشاعر اليهود ويهددهم بالنار والحريق الذي يضيء الطريق. يحذرهم من الغرور ويؤكد أن المعارك ستظل طويلة، وأن العرب باقون على صدور اليهود.
- ما هي الحقيقة التاريخية التي سجّلها الشاعر في النص؟ الحقيقة التاريخية المسجلة في النص هي أن فلسطين بلاد العرب منذ فجر العمر، وأنهم شديدو الالتصاق بها ومتمسكون بها عبر تاريخهم.
- ما هي الحقيقة السياسية التي سجّلها الشاعر في النص؟ الحقيقة السياسية المسجلة في النص تتمثل في فتح فلسطين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
- أين يظهر في النص أن فلسطين مهبط الأديان السماوية؟ فلسطين مهبط الأديان السماوية يظهر في قول الشاعر: “باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها باقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها.. وفي الوصايا العشرْ.”
- هل الشاعر ساخط على إسرائيل وحدها؟ وضح. الشاعر ساخط على بني إسرائيل والجيوش العربية التي انهزمت أمامهم ولم تسترد أرضها المغتصبة.
أناقش معطيات النص
هل ركز الشاعر في النص على مفهوم الأصالة العربية؟ نعم، ركز الشاعر في النص على مفهوم الأصالة العربية، حيث قام بتبليغ العدو عن انتماء العرب لفلسطين منذ القدم، وأكد أنهم متمسكون بها ويظلون فيها.
هل ترى أن التركيز على الأصالة العربية في النص فعال في خدمة هدف النص؟ نعم، التركيز على الأصالة العربية في النص فعال في خدمة هدف النص. يثبت الشاعر أن فلسطين عربية منذ فجر التاريخ، ويواجه بهذا المفهوم الأحقية التاريخية المزعومة لليهود في هذه الأرض. هذا المنهج في طرح القضية الفلسطينية سليم ويعزز من قوة الحجة العربية.
ما هما الضميران البارزان في النص ولماذا ركز عليهما الشاعر؟ الضميران البارزان في النص هما “نحن”، الذي يشير إلى العرب أصحاب القضية الفلسطينية، و”أنتم”، الذي يشير إلى بني إسرائيل. ركز الشاعر على هذين الضميرين لأن القضية الفلسطينية هي نزاع بين العرب واليهود، وهذا التركيز يبرز الصراع والتنافس بين المواقف العربية والإسرائيلية.
هل ترى أن المقارنة بين المواقف (عرب/إسرائيل) تخدم موضوع النص وهدفه؟ نعم، المقارنة بين المواقف (عرب/إسرائيل) تخدم موضوع النص وهدفه بشكل كبير. تظهر هذه المقارنة التضاد بين المواقف وتسلط الضوء على الصراع والمنازعات بين العرب وإسرائيل، وهذا يعزز من فعالية الرسالة التي يحاول الشاعر نقلها.
هل يمكن أن تشير إلى بعض العبارات التي تظهر التضحية في سبيل الوطن والأمة في النص؟ بالطبع، من العبارات التي تظهر التضحية في سبيل الوطن والأمة: “إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو وليست النار، وليس الحريقْ سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ ونحنُ باقونَ على صدوركمْ.. كالنقشِ في الرخامْ.”
أحدد بناء النص
أسلوب الخطاب طاغ في هذا النص. لماذا؟ مثل طغى الأسلوب الخطابي في النص لأن الشاعر يوجه كلامه بشكل مباشر لليهود ويرد عليهم مزاعمهم، المتمثلة في اعتبار فلسطين أرضهم، مثل:
- لن تجعلوا من شعبنا
- لا تسكروا بالنصرْ…
- لن تستريحوا معنا..
- يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ
هل عبر الشاعر عن موقفه الخاص أم تحدث بلسان كل عربي يصبو إلى السيادة؟ وضح عبر الشاعر بلسان كل عربي يصبو إلى السيادة، فهو أولا ليس فلسطينيا وإنما عربي تشغله قضايا الأمة كلها وثانيا لأن القضية الفلسطينية مقدسة لدى كل العرب والمسلمين.
عدد الصفات الصريحة والمكناة التي عرضها الشاعر لكشف الحقيقة التاريخية والسياسية. من الصفات الصريحة في النص: المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ
- – إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا
- والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا
- هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ
أما الصفات المكناة فمنها:
- في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها
- إسوارةً من زهرْ
- قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ
وظف الشاعر الدين والتاريخ الإسلامي، وأسقط ذلك على الحاضر. استخرج من النص ما يدل على هذا التوظيف، وضح القيم الفنية والمعنوية من هذا الإسقاط. وظف الشاعر الدين في ذكره للرسالات السماوية التي احتضنتها فلسطين، وأسقطه على الحاضر بتأكيده على بقاء العرب والمسلمين في هذه الأرض، كما وظف التاريخ بذكره للوجود العربي في هذه الأرض منذ الأزل وأسقطه على الحاضر بتمسك العرب بكل شبر في هذه الأرض الفلسطينية.
ولهذا الإسقاط قيم فنية ومعنوية تتمثل في الرد على مزاعم اليهود وإدعاءاتهم بأحقيتهم في فلسطين، بينما الشاعر استطاع أن يثبت بالحجة والبينة أن فلسطين كانت للعرب وستبقى للعرب، وحجته تاريخية ودينية جد مقنعة.
ما النمط الغالب في النص، وضح بعض خصائصه الواردة في النص. النمط الغالب في النص الحجاجي، حيث يتميز هذا النمط بالدفاع عن الرأي بالحجة والبرهان، وقد استطاع الشاعر أن يوظف حقائق الدين والتاريخ ليبرهن على ضعف حجة اليهود وقوة حجة العرب.
أتفحص الاتساق والانسجام في النص
هل بنى الشاعر قصيدته على الإثبات والنفي؟ نعم، بنى الشاعر قصيدته على الإثبات والنفي. استخدم النفي ليرد على المزاعم اليهودية بحقهم في فلسطين وليثبت حق العرب فيها، واستخدم الإثبات لتأكيد وجود العرب وصلابتهم في الأرض.
ما هي العبارات التي استخدمها الشاعر للنفي في القصيدة؟ استخدم الشاعر النفي في العبارات التالية:
- “لن تجعلوا من شعبنا شعبَ هنودٍ حُمرْ.”
- “لا تسكروا بالنصرْ… لن تستريحوا معنا..”
- “ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ.”
وما هي العبارات التي استخدمها للإثبات في القصيدة؟ استخدم الشاعر الإثبات في العبارات التالية:
- “فنحنُ باقونَ هنا..”
- “في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها إسوارةً من زهرْ.”
- “إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو.”
- “فسوفَ يبقى العِطرْ.”
هل يمكنك ذكر الأمثلة على العناصر الزمنية والمكانية في القصيدة؟ نعم، عنصر الزمان يتجلى في العبارات:
- “فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمر ْ مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها.”
- “باقونَ في آذارها باقونَ في نيسانِها.”
أما عنصر المكان يظهر في الجملة: “في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها إسوارةً من زهرْ مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها.”
هل استخدم الشاعر (الأنا) و(الآخر) في القصيدة؟ نعم، استخدم الشاعر (الأنا) في حديثه عن العرب والفلسطينيين مثل في العبارات:
- “فنحنُ باقونَ هنا.. لن تستريحوا معنا..”
- “ونحنُ باقونَ على صدوركمْ.. كالنقشِ في الرخامْ.”
واستخدم (الآخر) في حديثه عن اليهود مثل في العبارة: “لا تسكروا بالنصرْ… يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ.”
أجمل القول في تقدير النص
هدف الشاعر من هذه القصيدة الموجهة لليهود على جدران إسرائيل هو إثبات أن فلسطين تنتمي إلى أهلها الذين يعيشون فيها ويدافعون عنها، وأنها تحمل تاريخاً عريقاً يُشهد له بوجود الصلبان والقرآن والوصايا العشر. في هذا النص، نرى ربطاً ومزجاً جميلاً بين الأدب والسياسة والتاريخ والديانات، حيث نرتقي بأذواقنا الفنية ونكتسب مهارات لغوية، ونتفاعل مع الشاعر الذي يذكرنا بالمأساة السياسية المتمثلة في الاحتلال ويستحضر لنا التاريخ العربي الذي ينتظر من يبعثه من جديد.
وجمال النص يتجسد أساسًا في اللفظ الإيحائي القريب المنال، حيث يصف الشاعر الوطن بكلمات تُحيي الخيال وتُثير العواطف. تتجلى هذه الجمالية في تعبيرات مثل “مشرشون في خلجانها” التي تُشير إلى العمق التاريخي والثقافي للوطن، و”باقون في نيسانها” التي ترمز إلى استمرارية الوجود والمقاومة في وجه التحديات، و”الريش قد يسقط عن أجنحة النسور” التي تعبّر عن قوة الإرادة والصمود حتى في ظروف الصعوبة. كل هذه العبارات تُظهر المهارة اللغوية والفنية للشاعر في إيصال رسالته وإلهام القارئ بالفخر والعزة لأصالة الأرض والشعب الفلسطيني.